السبت، 15 أكتوبر 2016

﴿الله نور السماوات والأرض...﴾

قال ابن رجب في شرحه للبخاري 213/1:-

ومن المثل السائر لابن الأثير





وقال ابن تيمية في جامع المسائل [68/1] :-
«...فبين النبي ﷺ لما ذكر أولياء الله أنه ما يقرب العباد إليه بمثل أداء الفرائض، ثم ذكر أنه لا يزال العبد يتقرب إليه بالنوافل بعد الفرائض حتى يحبه فيصير العبد يسمع بالله ويبصر بالله ويبطش بالله ويمشي بالله فيصير سمعه وبصره ومشيه وبطشه بيده لرضا الله ومحبته، فإنه لِما في قلبه من محبة الله وموالاته وعبادته وطاعته يصير قلبه منيبا إلى الله ويصير ممن هداه الله واجتباه فيجتبي قلبه إليه ويقذف من نوره في قلبه كما قال تعالى: (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس) وقال تعالى: (يآ أيها الذين آمنوا اتقوا الله وءامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به) وقال تعالى: (الله نور السماوات والأرض مثل نوره) قال محمد بن كعب: مثل نوره في قلب المؤمن.
وقال تعالى: (ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا). فإذا جعل الله في قلبه من نوره صار بذلك النور يسمع ويبصر ويبطش ويمشي.»


الجمعة، 3 يونيو 2016

سَمِعَ يَسْمَعُ

قال ابن تيمـيّة في [قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة] فقرة ٢٨٨ ومابعدها:-
«...وحمدُ العبدِ ربَّه سببٌ لإجابة دعائه. ولهذا أمر المصلي أن يقول "سمع الله لمن حمده" أي استجاب الله دعاء من حمده، فالسماع هنا بمعنى الإجابة والقبول كقوله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع" أي لا يستجاب. ومنه قول الخليل في آخر دعائه: {إن ربي لسميع الدعاء} ، ومنه قوله تعالى: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} ، وقوله: {وَمِنْ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ} أي يقبلون الكذب ويقبلون من قوم آخرين لم يأتوك أي لم يأتك أولئك الأقوام. فلفظ السمع يراد به إدراك الصوت، ويراد به معرفة المعنى مع ذلك، ويراد به القبول والاستجابة مع الفهم. قال تعالى : {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لاَسْمَعَهُمْ} ثم قال: {وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ} على هذه الحال التي هم عليها لم يقبلوا الحق ثم {لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} ، فذمهم بأنهم لا يفهمون القرآن ولو فهموه لم يعملوا به.»