الجمعة، 3 يونيو 2016

سَمِعَ يَسْمَعُ

قال ابن تيمـيّة في [قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة] فقرة ٢٨٨ ومابعدها:-
«...وحمدُ العبدِ ربَّه سببٌ لإجابة دعائه. ولهذا أمر المصلي أن يقول "سمع الله لمن حمده" أي استجاب الله دعاء من حمده، فالسماع هنا بمعنى الإجابة والقبول كقوله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع" أي لا يستجاب. ومنه قول الخليل في آخر دعائه: {إن ربي لسميع الدعاء} ، ومنه قوله تعالى: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} ، وقوله: {وَمِنْ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ} أي يقبلون الكذب ويقبلون من قوم آخرين لم يأتوك أي لم يأتك أولئك الأقوام. فلفظ السمع يراد به إدراك الصوت، ويراد به معرفة المعنى مع ذلك، ويراد به القبول والاستجابة مع الفهم. قال تعالى : {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لاَسْمَعَهُمْ} ثم قال: {وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ} على هذه الحال التي هم عليها لم يقبلوا الحق ثم {لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} ، فذمهم بأنهم لا يفهمون القرآن ولو فهموه لم يعملوا به.»