الاثنين، 30 مارس 2020

﴿وَفُتِحَتۡ أَبۡوَ ٰ⁠بُهَا﴾

قال ابن المقفع في كليلة ودمنة صفحـ٢٠٠ـة :-
«ومن التمسَ فرصة العمل وأمكنتْه ثم غفل عنها فاته الأمر ولم تعُد إليه الفرصة»
المعنى: من أمكنته الفرصة وغفل عنها ثم التمسها بعد ذلك، فكأنه قال: «ومن التمس فرصة العمل -وكانت قد أمكنته ثم غفل عنها= فاته الأمر ... »

قال الله تعالى:-
﴿وَسِیقَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَ ٰ⁠بُهَا...﴾ الآية من آخر سورة الزمر.
في زاد المسير لابن الجوزي:-
«...أنها واو الحال؛ فالمعنى: جاؤوها وقد فتحت أبوابها، فدخلت الواو لبيان أن الأبواب كانت مفتحة قبل مجيئهم، وحذفت من قصة أهل النار لبيان أنها كانت مغلقة قبل مجيئهم.
 ووجه الحكمة في ذلك من ثلاثة أوجه:-
أحدها: أن أهل الجنة جاؤوها وقد فتحت أبوابها ليستعجلوا السرور والفرح إذا رأوا الأبواب مفتحة، وأهل النار يأتونها وأبوابها مغلقة ليكون أشد لحرها...
والثاني: أن الوقوف على الباب المغلق نوع ذل؛ فصين أهل الجنة عنه، وجعل في حق أهل النار...
والثالث: أنه لو وجد أهل الجنة بابها مغلقا لأثر انتظار فتحه في كمال الكرم ... لأن الكريم يعجل المثوبة، ويؤخر العقوبة»

الخميس، 16 يناير 2020

﴿وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾

قال الله تعالى:- ﴿وَأَقْسَمُوا بالله جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ الله ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ سورة الأنعام الآية ١٠٩ 

في[معاني النحو] لفاضل السامرائي [٢٧٣/١] :-
«وقد تأتي (أنّ) بمعنى (لعل) بل هي لغة في (لعل) كما يذكر النحاة.
قال سيبويه في قوله تعالى: {وما يشعركم أنّها إذا جاءت لا يؤمنون} : «وأهل المدينة يقولون أنّها فقال الخليل: هي بمنزلة قول العرب (ائت السوق أنّك تشتري لنا شيئا) أي: لعلك».
وقال ابن يعيش: "وقد تستعمل (أنّ) المفتوحة بمعنى (لعل) يقال: (ايت السوق أنّك تشتري لنا كذا) أي لعلك. وقيل في قوله تعالى: {وما يشعركم أنّها إذ جاءت لا يؤمنون} على لعلها، ويؤيد ذلك قراءة أُبَيّ (لعلها) كأنه أبهم أمرهم فلم يخبر عنهم بالإيمان ولا غيره، ولا يحسن تعليق (أنّ) بـ (يشعركم) لأنه يصير كالعذر لهم، قال حطائط بن يعفر:
أريني جوادًا مات هزلا لأنـّـني ... أرىٰ ما ترين أو بخيلا مخلدا
قال المرزوقي: هو بمعنى (لعل) وقد روي: لعلني أرى ما ترين».

الأربعاء، 27 نوفمبر 2019

﴿وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا﴾

في سورة النحل:﴿وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا ۚ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)﴾

الاثنين، 15 يوليو 2019

﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ﴾

قال عبدالقادر البغدادي في شرح شواهد الشافية [36/4] :-

«..قوله تعالى (فما بكت عليهم السماء والارض) فيه تهكم بهم وبحالهم المنافية لحال من يعظم فقده فيقال فيه بكت عليه السماء والارض، وعن الحسن رحمه الله: فما بكى عليهم الملائكة والمؤمنون، بل كانوا بهلاكهم مسرورين، يعنى فما بكى عليهم أهل السماء وأهل الارض، انتهى.
وهذا ملخص من أوائل أمالى الشريف المرتضى، وفيها زيادة، ونحن نلخص ما فيها أيضا، قال: في الاية وجوه أربعة من التأويل، أولها: أن المراد أهل السماء والارض، فحذف كقوله تعالى (واسأل القرية) ، ثانيها: أنه تعالى أراد المبالغة في وصف القوم بصغر القدر وسقوط المنزلة، لأن العرب إذا أخبرت عن عظم المصاب بالهالك قالت: كسفت الشمس لفقده، وأظلم القمر، وبكاه الليل والنهار والسماء والارض، يريدون بذلك المبالغة في عظم الامر وشمول ضرره، وهذا صنيعهم في وصف كل أمر جل خطبه وعظم موقعه، فيصفون النهار بالظلام، وأن الكواكب طلعت نهارا لفقد نور الشمس وضوئها، ثالثها: أن يكون معنى الآية الإخبار عن أنه لا أحد أخذ بثأرهم، ولا انتصر لهم، لأن العرب كانت لا تبكى على القتيل إلا بعد الأخذ بثأره، فكنى الله تعالى بهذا اللفظ عن فقد الانتصار والأخذ بالثأر، على مذهب القوم الذين خوطبوا بالقرآن، رابعها: أن يكون ذلك كناية عن أنه لم يكن لهم في الارض عمل صالح يرفع إلى السماء، ويطابقه ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قيل له: أو تبكيان على أحد؟ قال: نعم، مصلاه في الأرض ومصعد عمله في السماء، وروى عن أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما من مؤمن إلا وله باب يصعد منه عمله، وباب ينزل منه رزقه،
فإذا مات بكيا عليه " ومعنى البكاء هنا الإخبار عن الاختلال بعده، كما يقال: بكى منزل فلان بعده، قال مزاحم (من الطويل):
 بكت دارهم من أجلهم فتهللت ..
 دموعي، فأى الجازعين ألوم؟.»